
كيف يمكن للشركات البدء بالاستفادة من علم البيانات
هناك أمر جوهري يدركه من يديرون العمل في الشركات، ألا وهو، إن كان هناك ما لا يمكن قياسه فلا أمل في تحسينه. فإن كانوا غير قادرين على قياس التكاليف فلن يتمكنوا من تخفيضها. وإذا لم يتمكنوا من حساب الأرباح فلن يتمكنوا من زيادتها. لذلك فإن أول ما على الشركات فعله أن تبدأ في تسجيل المعلومات.
فالمدراء يمعنون النظر في الإيرادات من أين تأتي الإيرادات؟ هل 80% من الإيرادات مصدرها 20% من العملاء؟ أم هو العكس؟ لذلك فعلينا أن نهتم أولاً بتسجيل البيانات. ما إن تتوفر البيانات، يمكن الشروع في تطبيق الخوارزميات وإجراء تحليلات عليها. لذلك فنقطة البداية هي تسجيل البيانات. إذا لم تكن شركتك أو عملك يقوم بعملية تسجل المعلومات فابدأ في ذلك. وإذا كنت تسجلها فقم بأرشفتها. لا تستبدل بياناتك القديمة ظنًا أنك لم تعد بحاجة إليها. البيانات لا يصيبها البلى. وحتى بعد مضي 100 أو 200 عام، تظل البيانات لها قيمتها. للبيانات قيمتها بالنسبة لك ولشركتك ولنجاحك. لذلك عليك بالاحتفاظ بالبيانات وتسجيلها وأرشفتها والتأكد من عدم إهدار أي قدر منها. تأكد من وجود اتساق في البيانات. وبذلك يمكن لأي شخص يطالع البيانات أن يفهمها، حتى بعد مضي 20 عامًا. لذلك قم بتوثيقها توثيقًا ملائمًا. قم بذلك الآن. اتبع أفضل الطرق لأرشفة البيانات فور تأسيسك لأي عمل تجاري. وإن كنت منخرطًا بالفعل في عمل تجاري ولم تقم بعد بتسجيل البيانات، فابدأ الآن.
الخطوة الثانية
ابدأ بالقياس. شركات كثيرة تلك التي لم تقم بقياس ما لديها على نحو صحيح طوال عقود من الزمن ثم قرروا أنهم بحاجة لعلم البيانات. إلا أن الفائدة المرجوة من علم البيانات في شركة ما إنما تتوقف على قيمة البيانات التي تم جمعها. فالقاعدة المعروفة في أي نوع من أنواع التحليل أن جودة المدخلات تحدد جودة المخرجات. لو أن هناك عنصرًا لم يخضع للقياس، فسيكون هو العنصر الأصعب في تطويره أو تغييره. لذلك عملية القياس جوهرية. إذا كان لدى الشركات بيانات بالفعل، فعليها أن تبدأ بالاطلاع عليها وتنقيحها. وإذا لم يكن لديها بيانات، فيتعين عليها البدء في تجميعها.